ثقب الاوزون والمسؤولية المزعومة لغاز الفريون

ثقب الاوزون والمسؤولية المزعومة لغاز الفريون

جعل الله لكوكب الارض غلافًا جويًا فريدًا من بين كل الكواكب والاجرام السماوية مما يجعله المكان الوحيد الممكن لوجود الحياة بجميع انواعها ، وهذا الغلاف ينقسم لعدة طبقات تختص كل طبقة بالقيام بمهمة محددة لحفظ الارض من المؤثرات القادمة من الفضاء الخارجي مثل النيازك والشهب والاشعاعات الضارة مثل الاشعة الفوق البنفسجية والاشعة الكونية وغيرها .

وقد ساهم النشاط الانساني خلال العقود السابقة في احداث تغيرات مناخية وتلوثات بيئة كبيرة في مختلفة طبقات الغلاف الجوي ،  كما ان الكوارث الطبيعية كالبراكين والانبعاثات الغازية الناتجة عنها ساهمت بشكل أو بآخر في احداث تغيرات في حالة المناخ وظروف الجوية .   

اولاً – الغلاف الجوي

يحيط بالكرة الارضية غلاف جوي يتكون من مجموعة من الغازات تنجذب اليها بفعل الجاذبية الارضية ويعتبر وجوده واحد من الشروط اللازمة لوجود الحياة على سطحها كما موضح بالصورة.

 صورة (1)

ثانيًا- مكونات الغلاف الجوي

يمثل النيتروجين (N2 ) نسبة %78 من مجموع غازات الغلاف الجوي بينما يمثل الاكسجين  ( O2 ) نسبة % 21 منها ويبقي %1 يتمثل في غازات اخري يشكل معظمها بخار الماء

(H2O) وثاني اكسيد الكربون (CO2) .

ثالثًا-  طبقات الغلاف الجوي

ويتكون الغلاف الجوي من ثلاث طلقات رئيسيه تتداخل في بعضها مما يجعل الفصل بينها غير محدد تقريبًا وهذه الطبقات هي: 

التروبوسفير (Troposphere). 

الاستراتوسفير (Stratosphere) .

الميزوسفير (Mesosphere ) .

اما الطبقة التي تعلو  هذه الطبقات فتسمى بالايونوسفير (Ionosphere ) وهي تمتاز باحتوائها على الغازات الخفيفة كالهيدروجين ( H2 ) والهيليوم  (He )  .

 صورة (2)

1- التروبوسفير(Troposphere)

تمتد من سطح الارض وترتفع ما بين 7 كم عند القطبين و 18 كم عند خط الاستواء ، هذه الطلقة تحت فيها معظم التغيرات المناخية والحوية التي نلمسها يوميًا ، وتقل فيها درجات الحرارة مع الارتفاع ، وهي الطبقة التي تحتوي على معظم بخار الماء والاكسجين وثاني اكسيد الكــربون ( وبها حوالى %90 من الغازات المكونة للغلاف الجوي ) وتتركز فيها أنشطة الانسان.

2- الاستراتوسفير (Stratosphere)

هي الطبقة التي تعلو التربوسفير وتمتد من ارتفاع 21 الي 50 كم تقريبا فوق سطح الارض ، وتتميز هذه الطبقة بخلوها من التقنيات المختلفة أو العواصف ( ملائمة للطيران ) والجزء العلوي من هذه الطبقة هي طبقة الأوزون التي تحمي سطح الارض من مخاطر الاشعة فوق البنفسجية (UV) .

3- الميزوسفير (Mesosphere )

تعلو هذه الطبقة الاستراتوسفير وتمتد من ارتفاع 50 الى 80 كم فسمكها حوالى ( 30كم). وتتميز هذه الطبقة بالانخفاض التدريجي لدرجة الحرارة مع الارتفاع ، وتحمي هذه الطبقة كوكب الأرض من الشهب والنيازك التي تحترق فيها .

4- الايونوسفير (Ionosphere )

هي الطبقة التي تعلو طبقة ميزوسفير من ارتفاع 80 كم تقريبا وحتي 360 كم أو اكثر  و تتميز تلك الطبقة بخفة غازاتها ويسود فيها غاز الهيدروجين ( H2 )  والهيليوم  (He )، وتعد هذه الطبقة مناسبة جدًا للاتصالات اللاسلكية لأنها تعمل كطبقة عاكسة كالمرآة .

رابعاً— اهمية الغلاف الجوي

  • يحمي الارض من الأشعة الكونية الضارة ( فوق البنفسجية والحمراء).
  • يحتوي على الغازات الأساسية للحياة ( الأكسجين ، ثاني أكسيد الكربون، بخار الماء ).
  • حماية الأرض من خطر الشهب والنيازك التي تحترق بمجرد مرورها من خلاله.
  • تتم فيه كافة مظاهر الطقس والمناخ.
  • يحافظ على درجة حرارة الأرض المناسبة للحياة.
  • يعكس الموجات الصوتية والمرئية.

خامساً – مشكلات الغلاف الجوي

1-   ملوثات الغلاف الجوي ومصادرها

تلوث الغلاف الجوي هو الحالة التي يكون فيها محتويًا على مواد بتركيزات تعتبر ضارة بصحة الانسان أو بمكونات بيئته أو عندما يحدث تغير مهم في النسب المكونة لها ، وتوجد هذه المواد الغريبة عالقة في الجو بصورة صلبة أو سائلة أو غازية ، ويمكن تقسيم مصادر تلوث الغلاف الجوي الى قسمين رئيسيين :

أ- المصادر الطبيعية

أي لا يكون للإنسان دخل فيها مثل الغازات والأتربة الناتجة عن ثورات البراكين أو حرائق الغابات أو الاتربة الناتجة عن العواصف والانبعاثات الناتجة عن شدة أشعة الشمس خاصة في فصل الصيف في المناطق الصحراوية المكشوفة ، وكذلك تسرب الغاز الطبيعي بشكل تلقائي .

وهذه المصادر عادة ما تكون محدودة في مناطق معينة تحكمها العوامل الجغرافية والجيولوجية كما أن هذا النوع من التلوث يعد موسمي ومتقطع وذو اثر قصير.

ب- المصادر الصناعية

 أي انها من صنع الانسان وهو المتسبب الاول فيها وهي  نتيجة لاختراعاته التكنولوجية المتعددة في مجال استخدام الوقود الاحفوري في الصناعة والنقل البري والجوي والبحري وتوليد الكهرباء وغيره من الانشطة كالنشاط الاشعاعي الذي يودي الى يؤدي الى انبعاث غازات مختلفة وجسيمات دقيقة الى الهواء ، وكذلك الانبعاثات الصادرة عن الاجهزة والمعدات الكهربائية وعن الاستعمال غير الآمن والسليم للمبيدات الحشرة والاسمدة العضوية وغير العضوية واستخدام مختلف انواع المواد الكيميائية بطرق مباشرة أو غير مباشرة في بخاخات والمعطرات والاصباغ ومواد الانشاءات والتدخين ، كما ان القطع المفرط للغابات وعدم التشجير أدي الى عدم استهلاك غار ثاني اكسيد الكربون ( CO2 ) مما أدى الى زيادة نسبته بشكل كبير .

 وهذا النوع من التلوث مستمر  باستمرار انشطة الانسان ومنتشر بانتشارها على سطح الكوكب في التجمعات السكنية ، وهو التلوث الذي يثير الاهتمام والقلق حيث أن مكوناته وكمياته اصبحت متنوعة وكبيرة بدرجة إحداث خلل ملحوظ في التركيب الطبيعي للهواء.

2- ثقب الأوزون

غاز الاوزون هو جزئي متكون من ثلاث ذرات من الاكسجين   (O3) ، تعتبر طبقة الأوزون هي الطبقة التي تحتوي على غاز الأوزون وهي جزء من الغلاف الجوي المحيط بالأرض ، والتي تتمركز في الاجزاء السفلية من طبقة الستراتوسفير والتي يكون لونها أزرق ، والتي يتحول بها جزء من الاكسجين إلى غاز أوزون وذلك نتيجة قوة الاشعة فوق البنفسجية التي تصدر عن طريق الشمس ، وهذه الطبقة تقوم  بمنع وصول موجات الاشعة الفوق بنفسجية القصيرة بالتركيز الكبير على سطح الارض  .

تم اكتشاف طبقة الاوزون في سنة 1913 من قبل العالمين شارل فابري  و  هنري بويسون،     و تم معرفة تفاصيل هذه الطبقة من قبل “غوردون دوبسون ” الذي استطاع في سنة  1928 تطوير جهاز لقياس تركيز الاوزون المتواجد في طبقة “الستراتوسفير “من الأرض ، كما قام في 1958 بأنشاء شبكة عالمية تقوم بمراقبة طبقة الأوزون وهي موجودة إلى وقتنا الحاضر ، والتي وضعت وحدة قياس دوبسون : وهي عبارة عن وحدة قياس تركيز الاوزون الموجود في طبقة الاوزون. بالرّغم من  قلّة التركيز في الاوزون داخل طبقة الاوزون ، إلا أن هذا الغاز مهم بدرجة كبيرة من أجل استمرار الحياة على الارض ، حيث تعكس طبقة الاوزون بعض الاشعة فوق البنفسجية، وتصل اليها موجات الاشعة فوق البنفسجية بثلاثة انواع (اطوال):

  المـوجـة الطـويـلـةUV-A “  ”يتـراوح طـولـهـا

 ما بين nm 320-400 الموجة المتوسطة UV-B  يتراوح طولها   ما بين 290-320nm  والموجة القصيرة UV-C يتراوح طولها ما بين 200-290nm الموجة UV-A،UV-B   قليلة الضرر والموجة UV-C  هي الخطرة علي الحياة وعندما يقل سمك طبقة الاوزون أو يتآكل جزء منها مكوناً ثقوباً فيها تسمح بمرور الاشعة فوق البنفسجية الي الارض حيث أنه عند تسرب موجات الاشعة فوق البنفسجية إلى الارض وتلامس الجلد قد تؤدي إلى احتراقه والذي يكون على شكل احمرار شديد على الجلد ، أما التعرض لها بطريقة كبيرة قد يؤثر في الشفرة الوراثية التي ينتج عنها الاصابة بمرض سرطان الجلد ، وفي حال استنزاف طبقة الأوزون فإن نفاذ الاشعة فوق البنفسجية (UV-C) المضرة إلى سطح الارض فإن هذا سيسبب في تغيرات في الجينات الوراثية لمختلف الكائنات الحية على الارض 

 ما هو ثقب الاوزون؟

لوحظ في سنة 1970 أن الكمية الكلية لغاز الاوزون في طبقة الستراتوسفير تقل بشكل ملحوظ ( 3% من الكمية الكلية ) وأن كمية النقص هذه مرتبطة بالملوثات التي يطلقها الانسان في الجو . وفي أواخر سنة 1982 واوائل سنة 1983 وجد ان الكمية الكلية لغاز الاوزون تنقص أكثر في عدة مراصد في شمال امريكا وأوروبا واليابان ، واوضحت القياسات التي تمت بواسطة الاقمار الصناعية ان كمية الاوزون قد نقصت بنسبة 6% في سنة 1987 عما كانت علية في 1971 ، وبلغت نسبة النقص 2% في الفترة ما بين 1979 و 1985 في المنطقة الواقعة بين خطي عرض 53 شمالاً وجنوبًا .

.

وقد تم اكتشاف ثقب الاوزون فوق القطب الجنوبي سنة 1985 حيث وصل النقص الي 50% في وقت الربيع ، ويظهر الثقب في شهري اغسطس وسبتمبر من كل عام فوق الثارة القطبية الجنوبية ثم يأخذ في الاتساع في شهور الخريف ثم ينكمش ويختفي في شهر ديسمبر .

شكل 3 ثقب الاوزون على القطب الجنوبي

فما أسباب ثقب الاوزون؟

تحدد جميع المراجع تقريبًا أن حدوث ثقب الاوزون ينحصر في الاسباب الاتية :

1. الغازات الكيميائية المستخدمة في أجهزة التكييف والتبريد مثل الفريون  (CFC )والذي يستخدم أيضا في البخاخات و المرذوذات في المبيدات الحشرية والمعطرات وغيرها.

2. الطيران النفّاث.

3. إطلاق الصواريخ إلى الفضاء.

4. التفجيرات النووية.

ولكي يتسنى لنا معرفة السبب الحقيقي لثقب الاوزون فلابد من دراسة دقيقة لكل سبب من الأسباب المذكورة أعلاه موضحة كالتالي. 

 1 –  تأثير البخاخات والمرذواذات المحتوية على مادة الكلوروفلوروكربون ( Chlorofluorocarbon) المتعارف عليه تجاريًا باسم (الفارون ) ( CFC ) ويوجد انواع متعددة من هذا الغاز مثل    ( CFC-11 , CFC-12, CFC-134) ، وقد توافق الجميع على اعتبار هذا الغاز (المستخدم اساسًا في عمليات التبريد والتكييف ) هو المسؤول الاساسي عن تلف طلقة الاوزون وبسبب تفكك هذا الغاز تحت تأثير الاشعة فوق البنفسجية لتحرر غاز الكلور ليتحول لذرات كلور حرة تتولي بدورها مهاجمة جزيء الأوزون  (O3) وتحول الى جزيء اكسجين (O2) ويختفي جزيء الاوزون تمامًا كما في بالشكل (4)

 شكل (4) الالية التي يؤثر بها  CFC علي طبقة الأوزون

وقد وضعت المعاهدات الدولية والاتفاقيات ( مثل اتفاقية منتريال ومعاهدة فينا ) للحد من استخدام حوالى 122 مادة كيميائية ثبت تفاعلها مع غاز الاوزون وقد نصت هذه الاتفاقيات على التخلص من جميع هذه المركبات الضارة بطبقة الاوزون بحلول سنة 2020.

والواقع ان جميع هذه المواد قد ثبت تفاعلها مع غاز الاوزون وذلك لاحتوائها في الغالب على مادة الكلور سريعة التفاعل مع الاوزون . ولكن السؤال الذي لم يسأله أحد وبالتالي لم يتم التطرق الى إجابته من قريب أو بعيد هو كيف يمكن لغازات الفريون (CFCs) التي تبلغ كثافتها عند C 250  حوالي(0.55g/cm3)  أن تتصاعد في طبقات الجو  وكما نعلم بمجرد المقارنة  أنها اثقل من الهواء الجوي بعشرات المرات  حيث  تبلغ  كثافة الهــواء عند نفــس درجة الحرارة(0.001236 g/cm3) .

 لقد تعلمنا من قوانين الفيزياء أن المواد الاقل كثافة تطفوا على المواد الاكثر كثافة وليس العكس، ربما يقول البعض أن غاز الفريون هو من الغازات المتطايرة والتي يمكنها ان تتصعد في الهواء بكل سهولة ، وهذه معلومة غير صحيحة ايضا فالوزن الجزيئي لغازات الفريون (137.5 g/mole ) والذي يجعله غير قادر على التطاير في الهواء الجوي الذي يبلغ وزنه الجزئي المكافئ  (28.84 g/mole ) على اعتبار انه يحتوي على 21% من الاكسجين (O2 ) و 79% من النيتروجين (N2 ) .

كيف يمكن اذاً  للفريون والغازات المستخدمة في البخاخات والرذاذات أن تصل لطبقة الاوزون حتي تتفاعل معها وتدمرها ؟ وبالتالي فإن مسؤولية هذه الغازات عن تدمير طبقة الاوزون هو اتهام باطل وانها بريئة من هذه التهمة لاستحالة الوصول لهذه الطبقة ( مسرح الجريمة ) ، والحكم الذي اصدر بإعدام هذه الغازات هو حكم خاطئ لم يراعي فيه امكانية وصولها الي تلك الطبقة .

ان لم يكن الفريون والمواد المشابه هو المسؤول عن تدمير طبقة الاوزون فمن الفاعل إذا ؟

دعنا  نري من يمكن ان يكون المسؤول  في دمار طبقة الاوزون من بين بقية الاسباب

2 – الطيران النفاث.

لقد كان الجدل بين العلماء هو  اختيار أنسب السرعات فوق الصوتية التي يمكن أن يتحملها جسم الإنسان دون أن يحدث فيه تغيرات ومؤثرات بيولوجية أو فسيولوجية جسمية أو تصبه بالضرر ، ولم يلتفت العلماء إلى الجانب الأهم وهو مدى ما يمكن أن تحدثه كميات الغازات الرهيبة التي يمكن أن تنفثها هذه الطائرات من عوادم في الغلاف الجوي.

بالإضافة إلى الاضطراب الذي تحدثه هذه الطائرات في طبقات الغلاف الجوي ، والتي من آثارها تدمير غاز الأوزون في هذه الطبقات لخروج غازات وسيطة مثل غاز النيتروجين أو الاوزوت ( اكاسيد النيتروجين NOX )  منها  حيث  أن محركاتها تقوم بشفط أو ابتلاع قدر هائل من الهواء من مقدماتها للحصول على الأكسجين الموجود في الهواء والموجود في أكاسيد النيتروجين أيضاً.

 بغية أن يعمل الأكسجين كعامل مساعد للاحتراق الهائل الذي يحدث في غرف احتراق محركات هذه الطائرات .

ومن ثم فإن بقايا هذا التفاعل وهو غاز الأوزوت ( النيتروجين ) يكون بالضرورة موجوداً في غازات العادم التي تنفثها من مؤخراتها والتي تؤدي إلى دفع الطائرات بالتالي إلى الأمام  ولم يقتصر الأمر على الطائرات فوق الصوتية وحدها بل عمد مصمموا الطائرات المدنية إلى تصنيع محركاتها وهياكلها بحيث تستطيع أن تحلق على ارتفاعات عالية لكي تقتصد في استهلاك الوقود ومن ثم أصبحت كثير من الطائرات المدنية تصعد إلى ارتفاعات في طبقة الاستراتوسفير معتمدة على التكيف الصناعي للضغط في داخلها .

وبذلك أصبحت الطائرات في غنى عن الأكسجين من الهواء اللازم لتنفس الركاب ، كما أن تحرر الطائرات من السحب يجعلها تطير في جو صاف ، وفي مأمن من حوادث التصادم لتوفر الرؤية الصافية ، فضلاً عن عدم التعرض لاهتزازات ناجمة عن التيارات الهوائية الصاعدة والهابطة والتي تحدث الأثر المضخي .

بالإضافة إلى الوفر في حرق الوقود ومعنى ذلك في النهاية أن مختلف الطائرات سواء تلك التي تطير بسرعات ( فوق صوتية ) أو بسرعات ( دون صوتية ) وسواء الطائرات العسكرية أو المدينة أصبح أغلبها يخدش الارتفاعات القريبة من طبقة الاستراتوسفير التي يبدأ غاز الأوزون في التشكل فيها، ومن ثم أصبح معرضاً إما للتحرك بالإزاحة أو للنضوب أو التدمير بالتفاعل الكيميائي مع المركبات التي تنفثها هذه الطائرات.

وتجدر الاشارة هنا أن نفث عادم الوقد بدرجات حرارة عالية سيتسبب في اضطراب في توزيع دراجات الحرارة في طبقة الاستراتوسفير المنخفضة الحرارة وسيؤدي كذلك لحرق جزء من طبقة الاوزون ، مما سيجعل التأثير الذي تتسبب فيه مثل هذه الطائرات النفاثة اشد خطرًا على طبقة الاوزون من البخاخات والرذاذات المزعوم قيامها بتدمير تلك الطبقة .

3- إطلاق الصواريخ إلى الفضاء

تنقسم الصواريخ العسكرية أو المدنية المستخدمة في عمليات غزو الفضاء إلى نوعين من حيث نوع الوقود المستخدم في دفعها هما:

 أ ) صواريخ تعمل بالوقود السائل .

ب) صواريخ تعمل بالوقود (الجاف أو الصلب).
وحيث أن القدر المهول من الغازات الملازمة لدفع حركة الصاروخ للأمام تستوجب حرق قدر هائل من الوقود السائل أو الصلب ، أي أن الغازات الناتجة عن الاحتراق والتي تنفث في الجو من مؤخرات الصاروخ تكون هائلة الحجم وتقدر بآلاف  الأطنان ، وفي كل أنواع الصواريخ تحتوي هذه الغازات قدراً كبيراً من الغازات الوسيطة لتدمير الأوزون كالكلور والنيتروجين وغيرهما ، ويكون ذلك بنسبة كبيرة في الصواريخ التي تستخدم الوقود الجاف ( أي الصلب ) وبنسبة أقل في الصواريخ ذات الوقود السائل وهنا يكمن السر فالمواد الضارة لطبقة الاوزون على رأسها غاز الكلور قد وصلت الى طبقة الاوزون عن طريق عوادم هذه الصواريخ الفضائية التي يؤدي الصاروخ الواحد لنفث الالاف الاطنان من الغازات العادمة ودرجات حرارة عالية تصل الى اعلى من 1000 درجة مئوية والتي تحتوي على نسبة قد تصل الى 40% – 50% من مركبات غاز الكلور ( أحد اهم المواد الداخلة في تركيب وقود الصواريخ الصلب هي مادة الامونيوم بيركلوريت المحتوي على 4 ذرات كلور ) والتي تسبب عند تفككها بتدمير كميات كبيرة من غاز الاوزون . وكذلك فأن درجات الحرارة العالية الناتجة عن اختراق الصواريخ لطبقة الاوزون سيؤدي حلما لحرق كميات كبيرة من طبقة الاوزون التي لا يمكن تعويضها .

من الواضح ان الاثر الذي سيتركه صاروخ واحد من الصواريخ الفضائية سيعادل الاف الاطنان من تأثير غاز الفريون ( حتي وان افترضنا جدلاً وصول هذا الغاز الى طبقة الاوزون ) .

4 – التفجيرات النووية

لقد كان لتفجير القنبلتين الذريتين فوق مدينتي هيروشيما ونجازاكي اليابانيتين في أغسطس 1945م الكثير من الآثار ، فقد مات فورًا 72 ألف مواطن ياباني وأصيب 80 ألف آخرين إصابات بالغة وامتدت الإشعاعات المميتة عدة آلاف من الكيلو مترات والتي تركت جيلاً من المشوهين ما زال كثير منهم أحياء حتى الآن كما أعقب هذا التفجير الذري بثوان معدودة عامودًا من الدخان شمخ إلى ارتفاع عال في الجو ثم بدى الفضاء ملبداً بغيوم كثيفة حجبت ضوء الشمس عدة ساعات ، ومع كل ما حواه عامود الدخان من أذى فلا شك أن الغازات والحرارة البالغة التي نجمت عنه،

كان لهذه الغازات والحرارة العالية تأثيرات بالغة على طبقة الأوزون وما تحتها وما فوقها، وهي تطاول عنان  السماء مخترقة كل طبقات الغلاف الجوي بدافع ذاتي قوي اكتسبته من قوة التفجير هذه . 

وبعد ذلك تطورت الأمور وأصبحت التفجيرات الذرية اقوي واكثر فتكًا بالنسبة لما توصل إليه العلماء بعد ذلك من أنواع أخرى على رأسها التفجيرات النووية ، وما استجد من أنواع القنابل الفتاكة والمدمرة مثل القنبلة الكوبالتية والنيوتورونية وغيرها،. وهي كلها تبث في الغلاف الجوي قدراً هائلاً من الغازات والإشعاعات والحرارة التي بلا شك تعمل على تدمير غاز الأوزون .

 واليوم أصبحت التفجيرات النووية تجرى من أجل التجارب ، ليس فقط في تحت الأرض أو في المناطق الصحراوية النائية وحدها .

بل تجرى أيضاً في أعالي الغلاف الجوي وفي صمت ودون إعلان لأن قليلاً من البشر يحس بها بل امتد الشر أيضاً إلى أعالي الغلاف الجوي والفضاء في صورة أخرى تتمثل في استخدام محركات تعمل بالطاقة النووية في بعض الأقمار الصناعية وسفن الفضاء وخاصة تلك المستخدمة لأغراض  التجسس العسكري.

الخلاصة والتوصيات

الغلاف الجوي نعمة من نعم الله على الانسان والمحافظة عليه هو واجب على الجميع من افراد وجماعات .

 طبقة الاوزون هي الطبقة الحافظة للأرض من الموجات الفوق البنفسجية الضارة ، وعليه فان وضع الاتفاقيات والنظم والقوانين للحد من تأكل هذه الطبقة هو واجب الجميع ولكن المزيد من الدراسات يجب ان تجري لتحديد كيف يمكن لغازات الفريون ان تتصاعد الى طبقات الجو العليا لتصل الى طبقة الاوزون وتدمرها .

إن القاء اللوم على سبب غير حقيقي وترك الاسباب الحقيقية سيؤدي حتما الى زيادة المشكلة وتفاقمها .

المراجع :-

1 – تقرير اللجنة التنفيذية للصندوق المتعدد الاطراف لتنفيذ بروتوكول منتريال _الاجتماع السادس والستون ، 

منتريال – 16 – 20 ابريل 2012

2 – Technical Support Document: ToxicologyClandestine Drug Labs/ Methamphetamine Volume 1, Number 11                                                Authors: Charles Salocks, PhD, DABT and Karlyn Black Kaley, PhD, DABT Reviewers: Page Painter, MD, PhD and David Siegel, PhD, DABT Editor: Karlyn Black Kaley, PhD, DABT Staff Support: Caron Poole

3 – Bzsin-wide distributions of chlorofluorocarbone CFC-11 and CFC-12 in the North Pacific: 1985-1989 , Mark.J . Warner; et. al ; Journal of Geophysical Research, vol. 101 , No c9. Pp. 20525 –  20542, Sep.15 , 1996 .

4 – United Nations Environment Programme (UNEP)

United Nations Avenue, PO Box 20552, Nairobi, Kenya

5 – Analysiso f aerosopl ropellants

R. J. BROOK and B. D. JOYNER

J. Soc.C osmeticC hemists1 7 401-414 (1966) ¸ 1966S ocieotyfC osmeCtich